ان ألانسان لحكيم جداً من يفحص نفسه متسائلاً: كم مرة سعيت في طريق السلام؟ كم مسكيناً واسيت؟ كم بائساً خففت عنه بؤسه؟ كم ساقطاً أنهضته؟ كم فاشلاً شجعته؟ كم حزيناً عزيت؟ وكم كسير قلب جبرت؟
يضطرب البعض ان هو أجاب على هذه الأسئلة بإخلاص لأن الجواب سيظهر تقصيراته. وقد يظن بعض آخر ان ما فعلوه في الماضي قد أسدل عليه ستار النسيان. لكأنهم نسوا القول الرسولي: «فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا ، لأَنَّ مَنْ يَزْرَعُ لِجَسَدِهِ فَمِنَ الْجَسَدِ يَحْصُدُ فَسَادًا، وَمَنْ يَزْرَعُ لِلرُّوحِ فَمِنَ الرُّوحِ يَحْصُدُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً. فَلاَ نَفْشَلْ فِي عَمَلِ الْخَيْرِ لأَنَّنَا سَنَحْصُدُ فِي وَقْتِهِ إِنْ كُنَّا لاَ نَكِلُّ» (غلاطية 6: 7-9). قال يوحنا المعمدان: «وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ، فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ» (متّى 3: 10 وشر ما في التأجيل انه هو ان النفس تفقد في أية لحظة الاقتناع بالخطية. لأن الاقتناع بالخطية من عمل الروح القدس، وعناد الإنسان يحزن الروح القدس، وبالتالي يعطل عمله. هكذا قال الله: «لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ، لِزَيَغَانِهِ» (تكوين 6: 3).
ليتوبوا ألذين يؤجلون.أولاعن كبريائهم التي تشبه الفريسية عند كثيرين. ليتوبوا عن اهمالهم، عن ضعف محبتهم، عن الخصام والحسد، عن ظن السوء والطمع. عن قلة الخدمة والشهادة للمسيح، عن عدم عمل الخير للجميع. «فَمَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنًا وَلاَ يَعْمَلُ، فَذلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ» (يعقوب 4: 17).
اخوتي الاحباءفَإِنَّ خَلاَصَنَا الآنَ أَقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا . قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ ، لاَ بِالْبَطَرِ وَالسُّكْرِ، لاَ بِالْمَضَاجعِ وَالْعَهَرِ، لاَ بِالْخِصَامِ وَالْحَسَدِ. وَإِنَّمَا نِهَايَةُ كُلِّ شَيْءٍ قَدِ اقْتَرَبَتْ، فَتَعَقَّلُوا وَاصْحُوا لِلصَّلَوَاتِ . وَلكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُمْ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ شَدِيدَةً، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا» (رومية 13: