يؤكد الدكتور أحمد عبد الله، مدرس الطب النفسى لكلية طب جامعة الزقازيق، أن إدمان الشباب للكمبيوتر يؤدى إلى مشاكل جسمية عديدة، وهناك مشكلات نفسية أخرى قد تكون أكثر تأثيرا على هؤلاء الشباب، ولكن علينا أن نفرق أولا بين من يجلس أمام الكمبيوتر للعمل والذى يحتاج إليه فعليا، وبين من يجلس لمجرد الترفيه، وبين من يجلس لأنها الوسيلة الوحيدة المتاحة له كنشاط يستطيع فعله فى المكان الذى يسكن فيه.
ويضيف فى حالة استخدام الكمبيوتر للعمل لا نستطيع أن نطلق عليهم صفة مدمنى الإنترنت أو الكمبيوتر، ولكن هو يؤدى عمله، وخلاف هذا العمل هو يقوم بالأنشطة الاجتماعية المختلفة، ويقوم بالتواصل مع الآخرين فى حدود استطاعته، أما إذا كان استخدام الكمبيوتر للترفيه فمن المؤكد أن هذا يؤثر على الدراسة أو العمل لهذا الفرد، أما فى حالة الجلوس أمام الكمبيوتر لعدم وجود أى أنشطة اجتماعية أخرى فهذه مشكلة كبيرة ولا يقتصر حلها على الشخص نفسه فقط، ولكن يحتاج إلى علاج المجتمع ككل.
ومن الدول التى تحتاج إلى علاج مجتمعى دول الخليج العربى فهذه الدول لا يوجد لديها أنشطة اجتماعية يستطيع الشباب أن يشاركوا فيها، فجميعهم من يعيشون فى عالم المدرسة والبيت أو العمل والبيت، فنجد الشباب هناك يقضى كل وقت فراغه أمام الكمبيوتر، ويطلقون عليه لقب "شريان الحياة"، لما يمدهم به من حياة مختلفة.
ونجد أن هؤلاء الشباب المدمنين للإنترنت والكمبيوتر لديهم خلل تام فى التواصل الاجتماعى، لأنهم وجدوا فى هذا العالم الفضائى الأصدقاء والألعاب والحياة التى يريدونها، والحل هو تغيير مجتمعاتنا والعمل على إنشاء أنشطة اجتماعية يشارك فيها الشباب فعليا.